الروايات

قد يأتي الأشخاص إلينا كضحايا عنف، يشعرون بالخذلان والأذى والخزي، ويحملون أعباء ثقيلة لا يمكنهم تحملها بمفردهم، وهنا يأتي دورنا في مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء حيث نعمل معهم لبناء بدايات جديدة مليئة بالأمل والإيجابية.

ملاحظة: يرجى الانتباه إلى أن محتوى هذه القصص قد يسبب إزعاجًا للبعض نظرًا لما تحتويه من تفاصيل حول تجارب الإساءة والعنف.

  • الاتجار بالبشر
  • العنف المنزلي
  • الاستغلال
  • الإهمال

كلها ندوب ولكنها أقوى

الاتجار بالبشر

دور مركز إيواء:
عمل مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء عن كثب مع هذه الضحية خلال جلسات الإرشاد لكي تتخطى مشاعر اليأس والخوف. وبالرغم من أنها استغرقت بعض الوقت للتغلب على تجربتها المريرة واستعادة ثقتها في الناس من جديد، إلا أنها تمكنت من ذلك في النهاية.

فيما يلي نسرد لكم قصتها.

كانت تعيش أسوأ كابوس لها بعد أن تقطعت بها السبل في بلد أجنبي بينما تواجه براثن الشر التي تسعى لانتهاك كرامتها وجسدها.

عندما استقلت الطائرة إلى وجهتها الجديدة، كانت تظن أنها ذاهبة لقضاء عطلة جميلة، إلى أن وجدت نفسها عالقة في شبكة دعارة بعد أن خانها الأصدقاء ذاتهم الذين دعوها للزيارة.

عطلة شنيعة
كانت في الماضي تبيع الملابس هي ووالدتها لكسب لقمة العيش. وذات يوم، وقعت في حب شخص وتزوجته، وأنجبت منه طفلين، لكن الخلافات مع أهل زوجها أثرت سلبًا على علاقتهما.
ثم قامت اثنتان من صديقاتها، المتزوجتين من نفس الرجل، بدعوتها هي وزوجها لزيارتهما حيث تعيشان في الخارج. وتقول الضحية: «أرسلت الوثائق المطلوبة للحصول على تأشيرة، لكن بعد أسبوع اتصلت صديقتي وقالت إنه تمت الموافقة على تأشيرتي وحدي». وبالرغم من عدم رضى زوجها، سافرت وحدها.

عندما هبطت الطائرة في المطار، كان زوج صديقتيها ينتظرها في المطار مع رجل آخر. وأخذوها إلى شقة مجهولة لم تر فيها أي أثر لصديقتيها. قالت وهي تستعيد ذكرياتها الأليمة وترتسم الانفعالات على وجهها: «أصابني الذعر على الفور». هناك، طالبتها امرأة غريبة بدفع 11,000 درهم بغير وجه حق وإلا فسيكون عليها العمل في الدعارة. وعلقت: «هددتني قائلة إنها ستقدم بلاغ ضدي لدى الشرطة بأنني سرقت المال. عندها بكيت كثيرًا وبقيت مستيقظة طوال الليل أفكر في عائلتي».

الهروب

في اليوم التالي سمحت لها المرأة بالاتصال بوالدتها. وتقول: «أخبرت والدتي سرًا كيف كنت أتعرض للإيذاء والاستغلال».

وواصلت الضحية مقاومة محاولات المرأة في إجبارها على ممارسة الدعارة. وبعد ذلك، اقترحت إحدى الفتيات الأخريات عليها فكرة، وهي إقناع المرأة بأخذها إلى صالون تجميل. وهناك تسللت وأخبرت شخصًا غريبًا بقصتها، فتصدق لها ببعض المال، مما مكنها من التوجه إلى مركز الشرطة لتروي لهم محنتها. وقامت الشرطة بعد ذلك بإلقاء القبض على شبكة المتاجرين بالبشر وأرسلوا الضحية إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء.

بعد فترة من إعادة التأهيل، رتب مركز إيواء لعودتها إلى بلدها بأمان. وتقول الناجية: «ساعدني مركز إيواء على تجاوز الماضي وبدء حياة جديدة.»

مجروحة ولكن لا تنكسر

الاتجار بالبشر

دور مركز إيواء:

وصلت هذه الضحية إلى أحد دور الإيواء لدينا مع وجود كدمات على جسدها جراء الضرب المتكرر والاعتداء الجنسي. عالج فريقنا الطبي إصاباتها، وساعدها الاستشاريون على الشفاء من جراحها النفسية من خلال تقديم العلاجات المكثفة بأنواعها. واليوم، تعيش في وطنها آمنة مطمئنة بينما تتمتع بحريتها وشعورها بالقوة.

إليكم قصتها.

«ضربني وقال لي إما أن أعمل في الدعارة أو أموت من الجوع.»

لم يخطر ببال بطلة هذه القصة من قبل أنها ستضطر في يوم من الأيام للاختيار بين أحد هذين المصيرين البشعين. كانت تعمل طوال حياتها باجتهاد لمساعدة أمها العازبة في إعالة أشقائها الخمسة. ومع عدم وجود مال كافٍ لاستكمال دراستها، اكتفت بغسل الأطباق في المطاعم والمقاهي نهارًا، والعمل في صالون لتصفيف الشعر ليلًا. ولم ينصفها الزواج أو يحسّن مستواها المعيشي، بل زاد الأمور سوءًا بسبب طمع زوجها في دخلها الزهيد.

ذات مساء، سألتها إحدى العميلات في صالون تصفيف الشعر عن سبب الحزن البادي على وجهها. وتقول الضحية: «أخبرتها أن والدتي مريضة وبحاجة إلى عملية جراحية لم أكن قادرة على تحمل تكاليفها، فعرضت عليّ المرأة وظيفة في صالون خارج الدولة، وطلبت مني تحضير بعض الأوراق. لم أتردد أبدًا في اتخاذ القرار».

الوقوع في الفخ

في غضون أسبوعين، كانت قد وصلت تأشيرتها وتذكرة طيرانها، وأصبحت في طريقها إلى وجهتها الجديدة. استقبلها رجل في المطار وأنزلها في شقة ثم أمرها بأخذ قسط من الراحة. كانت هناك فتيات أخريات في الشقة لم يتحدثن معها لكنهن نظرن إليها بريبة.

وفي الليلة التالية، جاء نفس الرجل وطلب منها أن تستعد للعمل. وبينما تستعيد ذكريات الماضي الأليم، وصفت الموقف قائلة: «سألته عن سبب عملنا في وقت متأخر كهذا فأجابني بأنني سأضطر إلى العمل في الدعارة. بالطبع، صعقني الرد، وصرت أصرخ وأعلن معارضتي، إلى أن ضربني بعنف».

أمضت الفتاة يومين محبوسة في غرفة، وقاست الإساءة والجوع. وتقول: «اضطررت للعمل حتى تتاح لي فرصة الهروب، وكان الأمر عسيرًا لأنني لم أملك أي نقود أو حتى جواز سفري».

كانت قد عانت من التعذيب والاستغلال والاعتداء الجنسي لمدة شهرين قبل أن تداهم الشرطة الشقة وتنقذها، لتجدها مغطاة بكدمات شديدة. وتقول الناجية: «تم إرسالي إلى مركز إيواء في أبوظبي حيث تلقيت الرعاية النفسية والجسدية مع غيري من الناجين». وبعد ذلك تمكنت من إرسال الأموال إلى موطنها لإجراء جراحة لوالدتها ثم بدأت حياة جديدة بعد عودتها بأمان إلى أهلها.

ثمن الحلم

الاتجار بالبشر

دور مركز إيواء:

وصلت هذه الضحية إلى وجهتها الجديدة للعمل كخادمة في المنزل، لكنها وجدت نفسها محتجزة رغمًا عنها. ورفضًا منها لقبول هذا الوضع، وجدت طريقة لإبلاغ الشرطة بشأن عصابة للاتجار بالبشر مما ساعد على إنقاذ المزيد من النساء. في مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء ، خضعت لإعادة التأهيل النفسي وحصلت على المساعدة القانونية للعودة إلى ديارها.

هذه هي قصتها.

في وطنها، كانت حالتها المادية سيئة خاصةً وأنها المعيل الوحيد لعائلتها من خلال عملها كبائعة بأجر زهيد. وفي أحد الأيام، التقت بامرأة أخبرتها عن فرص العمل المتوفرة في الخارج وقالت أنها ستساعدها على إيجاد وظيفة بأجر أعلى أو ستدعها تعمل في منزل أختها.

كانت متحمسة، فاستهلكت مكاسبها الضئيلة التي كانت بالكاد تكفي للسفر إلى الخارج أملًا في حياة أفضل. ثم التقت بها أخت المرأة في المطار وأخذتها إلى منزلها الذي كان يعيش فيه رجل غريب لم تتمكن من معرفة هويته. وأخبرتها المرأة أن عليها القيام بجميع الأعمال المنزلية مقابل راتب بسيط.

صراع حتى النهاية

بدأت العمل لكنها سرعان ما لاحظت أن عدد من الفتيات يدخلن ويخرجن من المنزل، وذات يوم سألت إحدى الفتيات عن طبيعة عملها في هذا المكان، فكان الجواب صاعقًا. تقول الضحية: «سخرت مني الفتاة وسألتني ما عملي أنا هناك، فقلت إنني مجرد مساعدة منزلية، فضحكت مستهزئة وأخبرتني أن هذا ما قيل لجميع الفتيات عند قدومهن»!

أصابتها الصدمة عندما أدركت أن جميع تلك الفتيات مثلها، وقعن ضحايا للاتجار بالبشر وتعرضن للاستغلال وسوء المعاملة. كانت خائفة وقررت الهرب. وذات يوم، عندما حصلت على جواز سفرها، غادرت المنزل وطلبت من سائق سيارة أجرة اصطحابها إلى أقرب مركز شرطة، وهناك أخبرت الشرطة عن شبكة الاتجار بالبشر التي وقعت فيها. وبدورها، ضبطت الشرطة شبكة المتاجرين بالبشر، واعتقلتهم جميعًا.

وعلّقت الناجية على ما حدث: «كنت ما زلت خائفة من أن تعود المرأة لتنتقم مني». إلا أن خوفها تبدد بعد أن نقلتها الشرطة إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء. «أمضيت شهرين هناك أخضع لإعادة التأهيل النفسي وأحصل على المساعدة القانونية للعودة إلى دياري. أنا ممتنة لـمركز إيواء لمساعدتي على بدء حياة جديدة.»

عندما تصير الناجية هي المنقذة

الاتجار بالبشر

دور مركز إيواء:

اختارت الضحية العودة إلى وطنها بعد الانتهاء من إعادة تأهيلها في مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، حيث قمنا بالتنسيق مع الممثلين الحكوميين في بلدها وقدمنا لها عودة آمنة إلى وطنها، كما ساعدناها في كل خطوة اتخذتها نحو التعافي والتمكين.

هذه قصتها الملهمة حول كيفية استعادة حياتها من جديد.

«كنتم النور الذي بدد الظلام بداخلي. شكرًا لكم.»

قالت تلك الكلمات من كل قلبها بينما تعرب عن امتنانها لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء لمساعدتها على استعادة حياتها كما كانت.

فريسة سهلة
مثلها مثل العديد من النساء اللائي يمرنّ بظروف صعبة، سافرت إلى الخارج بحثًا عن عمل. إلا أنها أصبحت هدفًا سهلًا لعصابة اتجار بالبشر. تم احتجازها وتعرضت للعنف الجنسي وانتهاك الحرية والكرامة. تعليقًا على الأمر، تقول الضحية بحزن: «أصبحت سلعة وضحية للاستغلال … لقد تم خداعي أثناء بحثي عن لقمة عيش كريمة أساعد بها عائلتي».

ابتسم لها الحظ أخيرًا عندما تمكنت من الفرار من خاطفيها واللجوء إلى الشرطة. واعتقلت الشرطة عصابة المتاجرين بالبشر ثم أرسلوها إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء.
كانت محطمة وفاقدة للشغف إلا أن القدر كافئها بفرصة أخرى، حيث تقول: «بالرغم من كل شيء، ضمد مركز إيواء جراحي ومنحني الأمل في عيش حياة طبيعية مع بداية جديدة».

جمع شتات الروح

أمضت أسابيع في الملجأ تتلقى المشورة والعلاج، ومع شروق شمس كل يوم، ازدادت قدرتها على استعادة ثقتها بنفسها أكثر فأكثر. بعد عام من مساعدة مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء لها على العودة إلى ديارها، انضمت إلى منظمة خيرية معنية بحقوق الأطفال، كما حصلت على وظيفة مشرفة في مصنع نسيج. وهي تعيش اليوم حياة طبيعية وبسيطة، كما وصفتها، بعيدًا عن الأيام المظلمة التي مرت بها.

«بفضل مركز إيواء، أكسب قوت يومي الآن بطريقة كريمة وأستيقظ كل صباح وأنا أعلم أنني حرة كما خلقني البارئ.»

لا مكان للأبرياء

Filed: الاتجار بالبشر

دور مركز إيواء:

حصلت الضحية على وظيفة كخادمة في المنزل، حيث تعرضت للتجويع والضرب والاعتداء الجنسي، وحين تمكنت من الاتصال بالشرطة، تمت إحالتها إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء حيث خضعت لبرنامج إعادة تأهيل مكثف، وتلقت المساعدة للعودة إلى بلدها.

إليكم قصة رحلتها نحو الخروج إلى النور.

تركت طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات خلفها، وسافرت إلى الخارج على أمل الحصول على وظيفة من شأنها أن تساعدها على إعالة أسرتها المكونة من ثمانية أفراد في وطنها الـأم. وبدلًا من ذلك، وجدت نفسها عالقة في دوامة من العنف الجسدي والجنسي والاستغلال.

كان الفقر قد أجبرها على ترك المدرسة والعمل من أجل لقمة العيش. وتزوجت رغمًا عنها في سن مبكرة، ولكن انتهى الأمر بالطلاق. كانت تبلغ من العمر 20 عامًا عندما سافرت إلى الخارج على أمل العمل كخادمة، بعد أن أخذ منها ابن قريتها مبلغ من المال مقابل مساعدتها على السفر.

استقبلها شخص غريب في المطار واصطحبها إلى أصحاب العمل حيث وجدت نفسها في فيلا كبيرة كان عليها تنظيفها بالكامل وحدها. عاملها أصحاب العمل جيدًا في البداية، إلا أنها لم تستطع تحمل الأعباء. بعد ثلاثة أشهر، عبرت عن رغبتها في العودة إلى وطنها، وهنا بدأت المأساة، حيث تحكي: «رفضوا إعطائي جواز سفري أو راتبي، وقالوا إنني لا يمكنني المغادرة قبل انتهاء عقدي ومدته عامين».

وفي أحد الأيام، هربت من ذلك المكان وأوقفت سيارة أجرة في الشارع دون أن تدري إلى أين تذهب ثم أخبرت السائق بقصتها من فرط يأسها.

تستمر الدوامة

وأوقعتها براءتها في المزيد من المشاكل.

أخذها السائق إلى شقة حيث دفعت له امرأة مبلغ من المال. وتقول: «رأيت ثلاث فتيات أخريات هناك. وقبل أن أستوعب ما كان يحدث بالضبط، قيل لي إنني سألتقي زبوني الأول».

عندما رفضت، تعرضت للضرب والجوع لعدة أيام حتى رضخت. ولعدة أشهر، كانت تتعرض للإيذاء الجنسي كل يوم من قبل خمسة إلى ستة رجال وتتقاضى أجرًا زهيدًا. وتحكي: «ذات يوم جاء رجل وأخبرني أنه تم القبض على العصابة وعرض عليّ مساعدتي على الفرار قبل وصول الشرطة». وجعلها الأمل تقع في فخ هذه الوعود الكاذبة، ورافقت ذلك الرجل إلى فيلا بمكان آخر، حيث تعرضت للعنف الجنسي مرة أخرى.

بعد عام، هربت إحدى الفتيات اللاتي كن معها ولجأت إلى الشرطة التي اعتقلت جميع المجرمين، فأرسلتها الشرطة إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء حيث خضعت لعلاج مكثف وتلقت الدعم اللازم. وهي الآن تقول: «شعرت عائلتي بالارتياح لسماع أنني بخير. واليوم، أصبحت مع طفلي وأخيرًا أشعر بالأمان.»