10 أبريل 2017

معرض تعابير صامتة يعرض أعمالا فنية ومشغولات يدوية من إبداع ضحايا مراكز إيواء

 

وتقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في تصريح لوكالة أنباء الامارات “وام” بأعمق مشاعر التقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ” أم الامارات ” راعية معرض “تعابير صامتة ” شاكرا لها لدعمها المستمر واللا محدود لكل محتاج بصرف النظر عن دينه وجنسيته داخل وخارج البلد ومساعدتهم من أجل تكوين حياة كريمة وفاضلة.

واكد أن هذه المبادرة المتمثلة في إقامة المعرض تأتي استلهاما من الرؤية الحكيمة لسموها باعتبار هؤلاء الضحايا شريحة فاعلة تشارك بكل ثقة في البناء معتمدة على ذاتها من أجل تحقيق حياة كريمة ودعما لأمن وسلامة مجتمعها وكافة المجتمعات، لافتا الى أن المعرض يتم فيه بيع لوحات رسمت بأنامل النساء والاطفال الضحايا من مراكز إيواء مما يكسبهن مهارات تكون مصدر رزق لهن تحميهن من الاستغلال والمتاجرة بهن مستقبلا وتمكنهن من بداية حياة جديدة في مجتمعاتهن.

من جانبها قالت سعادة سارة شهيل المديرة العامة لمراكز إيواء ضحايا الإتجار بالبشر ” نؤمن في مراكز إيواء بقوة الفنون في مساعدة الناجيات من جرائم الاتجار بالبشر على استعادة قدراتهن وآمالهن والتعامل مع المعاناة بوصفها تجربة ذاتية وتحويلها إلى قوة روحية للتجاوز وبعث لحياة جديدة من خلال إطلاق طاقاتهم الإبداعية بالتوازي مع رحلتهم التأهيلية”.

وأضافت ” شهدنا الأثر الإيجابي الكبير لذلك من خلال تعاوننا مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وكيف ساهمت هذه الفنون في تغيير طريقة التفكير الايجابي لنزيلات المراكز وزاد إقبالهن على التعلم واستعادة تفاؤلهن وسلامهن النفسي الداخلي بعد أن كانت تطغى عليهن مشاعر بالاغتراب النفسي”.

وأعربت عن التقدير لجهود مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على تعاونهم مع المركز منذ عام 2012 مما دفع الضحايا على الإقبال على التعلم والانهماك في هذه الطاقة الجمالية لإعادة الاعتبار للذات المنكسرة بفضل هذه المبادرة المتميزة إن التمكين من خلال الفنون قد حقق أهدافه وساهم بشكل ملحوظ في إنعاش أرواحهن وتوهج نفوسهن وخرجوا من سياقاتهم وتجربتهم المريرة إلى بدايات متجددة بالامل والحياة الكريمة.

وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ان الاهتمام السامي والرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة – أم الإمارات – وراء كل عمل ذي صلة بالمرأة وتقدمها وريادة دورها عربيا وعالميا.

وأضافت “إن معرض تعابير صامتة يمثل لخمس سنوات على التوالي استمرارية تجربة ثقافية فنية مجتمعية ذات أبعاد إنسانية عميقة بالتعاون مع مراكز إيواء النساء والأطفال في تعليم الفنون وتحفيز دورها في الاستشفاء والتعافي النفسي وترميم الذات وإعادة التقدير والاحترام لها وهو التعبير الأمثل عما يمكن لنا كمؤسسات ثقافية أن نقوم به من دور في رفد السياسات الحكومية بجهود تطوعية مجتمعية تصب جميعها في مصلحة النساء والأطفال عبر دمجهم في التعبير الفني القادر أن يكون علاجا حقيقيا ومساحة تكوين متجدد للذات”.

ويأتي معرض “تعابير صامتة” في إطار جهود مراكز “إيواء” لإعادة تأهيل ضحايا المراكز، و ثمرة سلسلة من ورش العمل الفنية التي أقيمت على مدى أكثر من 6 أشهر بمشاركة 15 ضحية.

وتولت قيادة هذه العملية الإبداعية الفنانات جنيفر سايمون وكيت كارتر وإيزابيل ألفيس دا سيلفا نيفيز وذلك عبر إقامة جلسات عدة وسط الأجواء الملهمة لمركز “لاتيليه للفنون”. ولا تعكس الأعمال الفنية للمعرض إحساس نزيلات المركز بأهمية إنجازاتهن الشخصية وحسب، وإنما تبرز أيضا الدور العلاجي الذي تلعبه الفنون التشكيلية في مساعدتهن خلال رحلة إعادة التأهيل التي يخضنها.

ويجسد المعرض تجارب وأحلام وتطلعات مجموعة مميزة من الضحايا من مختلف الأعمار اللاتي تعرضن لصدمات نفسية وجسدية كبيرة على أيدي من تجردوا من إنسانيتهم وأوغلوا في امتهان آدميتهم.

ويأتي انشاء مراكز إيواء ضحايا الإتجار بالبشر في إطار الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالبشر ودعم حقوق الإنسان ويهدف الى توفير الملاذ الآمن للضحايا وتقديم الرعاية الصحية والنفسية والدعم الاجتماعي لهم كما وتعد “إيواء” مؤسسة غير ربحية تعمل بالتعاون مع “اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر” بموجب القانون الاتحادي رقم 51 للعام 2006 المعدل عن القانون رقم 1 لعام 2015 والذي يعتبر الاتجار بالبشر جرما يعاقب عليه القانون.

وفي نوفمبر 2015 خضعت مراكز إيواء للإشراف المباشر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد أسس أول مركز لإيواء النساء والأطفال من ضحايا الاتجار بالبشر عام 2008 في أبوظبي تبعه بعد ذلك مركز رأس الخيمة في عام 2010 ومركز الشارقة في عام 2011 وفي عام 2013 تم افتتاح أول مركز من نوعه لإيواء ضحايا الاتجار من الذكور البالغين.

وساعدت” إيواء” منذ تأسيسها أكثر من 250 ضحية 22 منهم من الأطفال وفي عام 2016 استقبل لمركز 18 ضحية وفي العام الحالي 2017 وصل الى اكثر من 263 ضحية ويمكن للمركز استقبال ما يصل إلى 60 ضحية في آن معا عشرون منهم في مركز إيواء الذكور.