08 يوليو 2020

مركز «إيواء» يعتني بطفلتي ممرضة أصيبت وزوجها بـ «كورونا»

 

“لا توجد كلمات للتعبير عن شكرنا وامتناننا لدولة الإمارات ومركز إيواء بأبوظبي”، بهذه الكلمات بدأت الممرضة جونيتا حديثها مع صحيفة «الاتحاد»، بعد إصابتها وزوجها بـ«كوفيد – 19» واضطرارهما للمكوث أكثر من 14 يوماً في المستشفى، مما حال دون رعايتهما لابنتيهما.

وتفصيلاً، أوضحت جونيتا أنه بعد ظهور نتيجة فحص فيروس كورونا الخاصة بها «إيجابية»، أُصيبت بصدمة، وشعرت بالذعر لأنها تقيم مع عائلتها، وجاء بعدها فحص زوجها سوريشبابو إيجابياً، مما اضطرهما لدخول مستشفى الرحبة، وبقيت طفلتاهما أرونيما (10 أعوام) وأدفيثا (4 أعوام)، بمفردهما في المنزل.

وقالت في ذلك الوقت وبسبب هذا الوباء المخيف: “لم نتمكن من الحصول على المساعدة من أحد، وكجميع الآباء في هذه الحالة، كان قلبانا منكسرين ونبكي طوال الوقت على الطفلتين، كونهما في المنزل وحدهما، حتى تحدث أحد الأطباء الذين كانوا يعتنون بي مع دائرة الصحة أبوظبي بخصوص وضعنا.

وأشادت بالاستجابة السريعة من دائرة الصحة – أبوظبي التي قامت بترتيب اصطحاب الطفلتين إلى مركز «إيواء»، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم بهذا المركز، ولكن رأت بعينها حجم الاهتمام والرعاية التي تلقتها ابنتاها طوال فترة إقامتهما هناك.

وذكرت جونيتا أن رعاية مركز «إيواء» لابنتيها والتواصل المستمر من موظفي دائرة الصحة وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» ومركز «إيواء» لطمأنتهما، كان لهما دور كبير في الدعم المعنوي والنفسي أثناء فترة تلقي العلاج من إصابتها وزوجها بالفيروس. وأضافت أن الرعاية المثالية والنهج الذي يتبعه مركز «إيواء» والرعاية والتواصل المستمر، كل هذه الأمور فوق التعبير والكلمات، ولم نكن نتخيل أن تتلقى الطفلتان عناية فائقة للغاية مثل التي تلقتاها في “إيواء”.

وأشارت إلى أن الفترة التي قضتها ابنتاها في «إيواء» والتي امتدت لأكثر من 20 يوماً، خلقت لهما جواً أسرياً هناك، وأصبح لهما الأمهات والعمات والخالات وكانوا يلعبون بشكل مستمر معهما، مما جعلنا ندرك أن طفلتينا في أيدٍ أمينة لم نشهدها من قبل.

ولفتت إلى أن اهتمام «إيواء» لم يتوقف عند حد معين، حتى أنهم رتبوا الدراسة عبر الإنترنت للطفلة الكبرى «أرونيما»، وكانت قادرة على حضور الدروس عبر الإنترنت وإجراء امتحاناتها، كما قاموا بطهي الأطعمة للطفلتين حسب ذوقهما، ورواية القصص قبل نومهما، ولعبوا معهما خلال وقت لعبهما، مشيرة إلى كل ذلك تجاوز خيالهما.

وقالت جونيتا: «نحن ممتنون حقاً لمركز (إيواء)، ولحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة من أعماق قلوبنا، إنها رعاية لا تُصدق إلا لمن جرب أن يحظى بها، ونحن فخورون حقاً لكوننا في هذا البلد، كما أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع مديريّ وأصدقائي وعائلات الذين دعمونا خلال أصعب الأوقات».

ومن جانبها، قالت سارة شهيل مدير عام مراكز إيواء: “منذ انتشار جائحة كورونا، بذلت دولة الإمارات جهوداً محلية وعالمية، ومدت يد العون للمتأثرين داخل الدولة وخارجها، وعملت جميع مؤسسات الدولة ضمن النهج الذي أسسه ورسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيرة إلى أن مركز (إيواء) يعد إحدى المؤسسات المجتمعية التي تهدف لدعم الإنسان، والحفاظ على كرامته، بغض النظر عن جنسه وعرقه وديانته.”

وأكدت أن «إيواء» لن تدخر جهداً لدعم جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، وذلك انطلاقاً من عملها المؤسسي المجتمعي الداعم للعمل الإنساني، وتعزيز التضامن والتكاتف بين أفراد المجتمع الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة، حيث قدمت المراكز العديد من المبادرات لضحايا الاتجار بالبشر الموجودين بالمركز والتي تركت أثراً عليهم وعلى أسرهم في أوطانهم والتي تمثلت في إجراء الفحص لفيروس كورونا، كما قدمت المراكز الدعم المالي للضحايا، ومكنتهم من التواصل المرئي مع أسرهم، وعملت على تكثيف برامج الرعاية النفسية لاحتياجهم لها والتوعية بالفيروس والاحترازات الواجبة والتي نقلوها لأسرهم عبر التواصل المرئي، مما أدى لاستفادة الأسر من هذه التوعية.

وأشارت سارة شهيل إلى أن الطفلتين اللتين تم إيواؤهما بالمركز أثناء وجود والديهما بالمستشفى لإصابتهما بفيروس كورونا وحتى تسلم الوالدين لهما في 06 يوليو 2020 بعد أن قضيا فترة الحجر بعد مغادرتهما المستشفى، لقيتا كل اهتمام ورعاية من المركز، حيث تم تقديم الدعم النفسي اللازم لهما ومساعدتهما في متابعة دراستهما عن بُعد، وقد كانت تجربة رائعة للمركز وللطفلتين. (جريدة الاتحاد)