وأوضح بورشيد أن إدارة التحريات في شرطة أبوظبي وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والأمنية في حماية المجتمع من مخاطر مثل هذه الجرائم الاجتماعية، تعمل مع الجهات ذات العلاقة على بناء شراكات استراتيجية تمنع هذه الجرائم وإحالة مرتكبيها للعدالة، لافتاً إلى أن إقامة هذه الندوة برعاية اللواء محمد بن العوضي المنهالي مدير عام الموارد البشرية مدير عام العلميات الشرطية بالإنابة، تهدف إلى زيادة الوعي بمشكلة الاتجار بالبشر، وتوسيع قاعدة المعلومات والبيانات الإحصائية لهذه الظاهرة وزيادة حجم المساعدات التقنية في هذا المجال وبناء شراكات للمواجهة، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة المحلية والدولية للتصدي الفاعل لهذه المشكلة.
وأشار المقدم الدكتور خالد سعيد النقبي المحاضر في كلية الشرطة خلال الندوة، إلى أن جرائم الاتجار بالبشر شكل من أشكال العبودية الحديثة، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 1-2 مليون شخص يتم الاتجار بهم في العالم، منهم 150 ألفاً من جنوب آسيا و250 ألفاً من جنوب شرق آسيا. وأكد النقبي أن الاتجار بالبشر خرق لحقوق الإنسان، حيث يعاني الضحايا من سوء المعاملة المادية والبدنية والعقلية والوصم الاجتماعي بسبب العزلة والتفكك الأسري.وألقى الضوء على بروتوكول الأمم المتحدة الخاص بمنع الاتجار بالبشر والقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987 والقانون الاتحادي رقم 51 لسنة 2006 والقانون الاتحادي رقم 39 لسنة 2006 في شأن التعاون الدولي في المسائل الجنائية والتشريعات الجزائية الأخرى التي تعاقب الاتجار بالبشر، داعياً الجميع للتعاون مع شرطة أبوظبي لمواجهة هذه الجرائم التي يعاقب عليها القانون في بعض الأحيان بالسجن المؤبد أو الإعدام في حال موت المجني عليه.
أول قانون على المستوى العربي
يعتبر القانون الاتحادي رقم 51 لسنة 2006 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر هو الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، وقد صدر هذا القانون متسقاً مع القوانين الاتحادية النافذة والمتعلقة بدخول وإقامة الأجانب وتنظيم علاقات العمل وتنظيم المشاركة في رياضة سباق الهجن والإجراءات الجزائية وقانون العقوبات. وينص قانون الاتجار بالبشر على أقصى العقوبات، بما في ذلك عقوبة السجن المؤبد، ويغطي كافة أشكال الاتجار بالبشر، إذ لا يقتصر على الرق المقنع، بل يتسع ليشمل الاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال والمتاجرة بالأعضاء البشرية. كما يفرض القانون عقوبة السجن المؤبد إذا ارتكب الفعل بطريق الحيلة، أو إذا صحبه استعمال القوة، أو التهديد بالقتل، أو الأذى الجسيم أو أعمال تعذيب بدنية أو نفسية. وينص القانون المكون من 16 مادة على تطبيق عقوبات صارمة ضد كل من ارتكب أياً من جرائم الاتجار بالبشر، وتتراوح عقوبات السجن بين العام الواحد والسجن المؤبد، كما تتراوح الغرامات المالية بين 100 ألف درهم ومليون درهم.