وقالت سارة شهيل: إنه من المتوقع أن يتم افتتاح مركز ضحايا الاتجار بالبشر من الذكور البالغين مطلع العام المقبل انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على توفير الرعاية الإنسانية الشاملة للضحايا، وتعزيزاً للجهود الإنسانية للدولة في هذا الشأن . وأضافت أن مركز إيواء الذكور البالغين من ضحايا الاتجار بالبشر هو الأول على مستوى المنطقة، وهو مركز منفصل جاء إنشاؤه دليلاً على الدور الريادى للدولة وعملها على القضاء على جرائم الاتجار بالبشر والحفاظ على الضحايا وحمايتهم، وهو إنجاز يضاف إلى رصيد الدولة في هذا المجال، وهذا الرصيد جعل القائمين على حماية الضحايا وإيوائهم وإعادة تأهيلهم على مستوى العالم يقصدون الإمارات للاستفادة من هذه التجربة .
وأضافت أن أصعب الحالات التي ترد على المركز هي ضحايا الأطفال، وأكثرها مأساوية في تاريخ المراكز استقبالها لضحية طفلة لم تتجاوز عامها الخامس، تعرضت للاستغلال والمتاجرة من قبل أقرب الناس لها ومن كان من المفترض أن يحموها وهما والدها ووالدتها . كما أشادت سهيل بالدور الكبير والجهود الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات” لدعم سموها المتواصل للمراكز ما يوفر الرعاية الإنسانية الشاملة للضحايا ويساندهم في ظروفهم الصعبة ويذلل العقبات كافة التي تواجه عمل المراكز ما يحقق رؤيتها وتطلعاتها الإنسانية بالحفاظ على كرامة الضحايا وضمان تأهيلهم وإعادتهم لأوطانهم متعافين تمكيناً لهم من الاندماج في مجتمعاتهم وبدء حياة جديدة .
وحول مراحل تأهيل الضحية قالت: إن الضحية تكون في حالة سيئة للغاية وتكون معنفة جسدياً ونفسياً ومضطهدة ولديها آثار نفسية شديدة وجسدية ويكون علاجها صعباً، إضافة إلى أمراض مستعصية، وتكون في حالة اكتئاب شديد قد تدفعها للانتحار، وفور أن تصل للمركز يتم نوع من التهدئة للضحية ونحاول ألا نفتح معها الموضوع، وأن نجعلها تشعر بالأمان خلال يوم أو يومين بعد إجراء فحوص طبية حتى لا تكون لديها أمراض قد تعدي بقية الضحايا، ولدينا مذكرة مع هيئة صحة لفحص وعلاج الضحايا .
وأشارت إلى أن المهام الرئيسية للمركز والخدمات التي يقدمها تتمثل في الإغاثة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، حيث تستقبل المراكز ضحايا جرائم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي من النساء والأطفال، حيث يجدون المأوى المؤقت لهم لتلقي الرعاية الضرورية قبل العودة إلى بلدانهم، ويتم ذلك في جو من الود والاهتمام، وذلك باتباع كل التدابير الصحية والنفسية والقانونية اللازمة في مثل هذه الحالات .
وأوضحت شهيل أنه يتم كذلك تنظيم دورات تعليمية وحرفية وترفيهية أيضاً لمساعدتهم على تخطي تجاربهم القاسية والاستعداد للعودة إلى الحياة الطبيعية في بلدانهم، ويسعى خبراء المراكز إلى تجنب أوقات الفراغ القاتلة واستغلالها بما يعود بالنفع على الضحية مستقبلاً، حيث تتوفر المراكز على كل وسائل الترفيه والتعليم والتدريب، وتتمثل أهم مجالات التدريب في تعلم اللغات والحرف اليدوية والمهارات المهنية البسيطة إلى جانب الحرف اليديوية كالخياطة والتطريز والفنون كالرسم والموسيقى وغيرها .
وأضافت أنه يتم بعد التأكد من صحة وسلامة الضحية، وبعد قضاء فترة خاصة في إعادة التأهيل والتدريب، التنسيق مع الجهات المعنية في بلدها، واتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة لتحضير إجراءات نقلها إلى هناك، مع مواصلة التنسيق للتأكد من توجيهها إلى مؤسسة متخصصة في رعاية ضحايا الاتجار بالبشر في بلادها لمتابعة إعادة التأهيل وتجنب سقوطها مرة أخرى في شباك المتاجرين بالبشر .
وأكدت أن المراكز تهتم بالوقاية وهي على قائمة أولوياتها، حيث تعمل على نشر الوعي داخل المجتمع الإماراتي، وفي البلدان التي تسجل أكبر معدلات ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، ومن خلال خطط ومبادرات وأنشطة محلية ودولية تدعم نشر الوعي ومكافحة هذه الجرائم والوقاية منها . كما تعمل المراكز على تعزيز الوعي لدى الضحايا بضرورة تجنب الوقوع في شباك المتاجرين بالبشر مرة أخرى، وتزويدهم بالمعرفة والوعي الكاملين بخصوص هذه الجريمة.